بر الوالدين والاحسان لهما

:شضئ:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة
والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين فالوالدان في الاسلام
لهما منزلة كبيرة ولهما حقوقهما في ديننا الاسلامي لقد كان للوالدين القدر
الكبير من الإهتمام في الاسلام والذي أمر بالإحسان إليهما والعناية بهما،
قال تعالى موصيا عباده: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ
إِحْسَاناً) (1)
وقال تعالى : (وَقَضَى رَبُّكَ
أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) (2)،
وقوله تعالى: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) (3)
وعندما نأتي الى بر الوالدين
والاحسان اليهما فانها كثيرة تلك الطرق التي يمكن أن نبر الوالدين بها
وحسن اليهما فالقيام بالخير لهما وحسن صحبتهما، فمن الواضح أن هذا أمر
رباني كما جاء في الآيات التي تدل على أن هذا أمر واجب من الله تعالى ومن
البر بالوالدين ايضاً عدم التضجر منهما ومن طلباتهما ولو بكلمة أف ثم انه
من الواجب الامتثال لأوامرهما لأمرهما، وخفض الجناح لهما، ومعاملتها
باللطف والتوقير وعدم الترفع عليهما. وعدم رفع الصوت عليهما أو مقاطعتهما
في الكلام، وعدم مجادلتهما والكذب عليهما، وتقديمهما في الكلام والمشي
إحتراماً لهما وإجلالاً لقدرهما
قال تعالى: ( وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً ) (4).
وقوله تعالى: ( وَوَصَّيْنَا
الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ
وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ
الْمَصِيرُ ) (5)
و الإحسان إليهما وتقديم أمرهما حتى وإن كانا غير مسلمين لقوله تعالى:
( وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن
تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا
وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً) (6).
ويجب رعايتهما وخاصة في كبرهما وإدخال السرور الى قلوبهما
ومن البر والحقوق الواجبة لهما
الإنفاق عليهما عند الحاجة، قال تعالى: (قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ
فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ) (7) .
فبر الوالدين والاحسان اليهما
طريق للجنة يجب على العبد أن يسلكه ويستغله لكسب الأجر والثواب من الله
تعالى ونيل رضاه تعالى بإرضاءه لوالديه حدّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ .
حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ،
. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: (رَغِمَ أَنْفُهُ،
ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ . ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُهُ) قِيلَ: مَنْ يَا رَسُولَ
اللّهِ؟ قَالَ (مَنْ أَدْرَكَ وَالِدَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ، أَحَدَهُمَا
أَوْ كِلَيْهِمَا، ثُمَّ لَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ) (8)
ومن فضل بر الوالدين ايضاً أنه
مقدم على الجهاد وذلك لعظم منزلتهما عند الله تعالى ففي صحيح مسلم حدّثنا
سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ . حَدَّثَنَا عَبْدُ اللّهِ بْنُ وَهْبٍ .
أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ
أَنَّ نَاعِماً مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ اللّهِ
بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، قَالَ: أَقْبَلَ رَجُلٌ إِلَى نَبِيِّ
اللّهِ فَقَالَ: أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ، أَبْتَغِي
الأَجْرَ مِنَ اللّهِ. قَالَ (فَهَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟)
قَالَ: نَعَمْ. بَلْ كِلاَهُمَا. قَالَ (فَتَبْتَغِي الأَجْرَ مِنَ
اللّهِ؟) قَالَ: نَعَمْ. قَالَ (فَارْجِعْ إِلَى وَالِدَيْكَ فَأَحْسِنْ
صُحْبَتَهُمَا

:6666: :6666: :111: :111: :افاقفسا:
بر الوالدين والاحسان لهما 8712